كتجربة، مؤقتة وجزئية فقط، لمعالجة المشاكل النفسية للمراهنين، أطلق مشروع استشارات نفسية للمراهنين منذ نحو عامين بتمويل مفعال هبايس.
طيلة العديد من السنوات التي قام خلالها المعالجون في جمعية "ممكن" بمعالجة المتضررين من الكحول فقط، تطور الوعي وازداد حول المرضى الذين يعانون أيضا من اضطرابات نفسية مختلفة. يُعرف هذا النوع من الدمج من خلال تسمية غير رسمية بـ "الاعتلال المزدوج". يتبين أن الجمع بين المشكلتين يزيد من تعقيد عملية العلاج بشكل كبير ويقلل من فرص نجاحها ويتطلب تدخلا متزامنا في مشكلة الكحول والمشكلة النفسية. عمليا، لم يكن لدينا حل مناسب للمشاكل النفسية لمتضرري الكحول.
ساء الوضع أكثر عندما بدأنا منذ حوالي 12 عاما في علاج مجموعة من المراهنين. افترضنا أن لدى هؤلاء المرضى توجد حالات مرضية مزدوجة، لكننا لم نتوقع أن يكون تكرار هذه الظاهرة مرتفعا. الشعور المتزايد بين المعالجين هو أن انتشار المشكلة النفسية في مجموعة المراهنين يقترب من %100.
يستند هذا الانطباع، على نتائج العديد من الأبحاث حول الموضوع. وجدت الأبحاث أن %30 من المراهنين يعانون من الاكتئاب و %60 من اضطرابات عاطفية أخرى. طلب %40 - %70 من المراهنين المساعدة النفسية حتى قبل ظهور أعراض المقامرة المرضية لديهم، واتخذ %30 خطوات انتحارية. تبين أن نسبة كبيرة من المرضى لدينا بدأوا بالمقامرة على خلفية المشاكل النفسية كنوع من "الرعاية الذاتية" وظهرت عليهم أعراض القمار المرضية. يعاني بعض المرضى من اضطرابات نفسية مختلفة كرد على الخسائر والفشل والأزمات الشديدة التي تحدث على خلفية التوغل في القمار.
كتجربة، مؤقتة وجزئية فقط، لمعالجة المشاكل النفسية للمراهنين تحت علاجنا، أطلق مشروع استشارات نفسية للمراهنين منذ نحو عامين بتمويل مفعال هبايس. في إطار المشروع، تم إجراء 290 جلسة تشخيصية وتقييمات نفسية في مركزي ممكن - "إفشار"، في رمات غان والقدس.
إليكم تقسيم المفحوصين حسب التشخيصات النفسية وفقًا لـ ICD-10
التشخيصات النفسية | النسبة |
---|---|
اضطرابات قلق واضطرابات عصبية أخرى (F40-F42) | 28% |
اضطرابات اكتئاب (F32,F33) | 15% |
اضطرابات نفسية عضوية (F06) | 10% |
اضطرابات شخصية (F60,F61) | 11% |
اضطرابات ما بعد الصدمة (F43) | 9% |
الاضطرابات النفسية الناتجة عن استخدام مؤثرات عقلية فعالة (F10-F19) | 8% |
عسر المزاج واضطراب المزاج (F34,0-F34,1) | 5% |
اضطرابات ثنائية القطب الفعال (F31) | 4% |
اضطراب الفصام الفعال (F25) | 4% |
أصحاء نفسياً | 3% |
فصام (F20) | 3% |
المجمل | 100% |
مفهوم ضمنا أن هذه الأرقام تنقصها قيمة إحصائية، تم إجراء الاستشارات النفسية حصريا على المرضى الذين وجد مقدمو الرعاية أنهم بحاجة إليها ولم يتم فحص أي مجموعة من الأشخاص الذين يتلقون العلاج في وقت معين. رغم ذلك، يمكن أن نلمس من هذه المعطيات أن نسبة كبيرة من المرضى يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة ويحتاجون إلى علاج نفسي. اتضح أن أكثر من %60 من الأشخاص لم يتم تشخيصهم من قبل خدمات الطب النفسي ولم يتم تشخيصهم كمن يعانون من مشاكل في الصحة النفسية. معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم في الماضي على أنهم يعانون من مشاكل في الصحة النفسية لا يخضعون لمتابعة نفسية بانتظام ولا يتلقون العلاج وفقا لحالتهم النفسية.
في نهاية جلسات تشخيصية لحوالي %70 من الحالات، حصلوا عن طريق توجيه إلى طبيب نفسي جماهيري، أو لجهات علاجية أخرى، أو توجيهات إلى لجنة الإعاقات في مؤسسة التأمين الوطني أو توصيات لعلاج بالأدوية يمكن أن يحصلوا عليها على يد طبيب الأسرة أو طبيب المركز. قسم منهم حصلوا على علاج بالأدوية.
المعطيات التي تم الحصول عليها أثناء تنفيذ المشروع تتيح الاستنتاجات التالية:
نسبة كبيرة من متعالجي المراكز يعانون أيضا بالإضافة إلى مشكلة القمار، من اضطرابات نفسية ويحتاجون إلى التشخيص والعلاج النفسي، والتي لا يحصلون عليها في إطار الطب النفسي المجتمعي لأسباب مختلفة.
نقص الخدمات النفسية في أطر العلاج للمقامرين قد يؤدي إلى خطة علاج غير ملائمة، وعلاج بالأدوية غير مناسب وغير فعال، بالإضافة إلى عدم حصول المتعالج على حقوقه الاجتماعية.
هناك حاجة كبيرة لتخصيص طبيب نفسي في كل مركز من مراكز الجمعية يكون ملما في مجال الإدمان وجزءا من فريق المعالجين.
لنختم بنوع من التفاؤل، تجدر الإشارة إلى وجود قسم للأمراض المزدوجة في مستشفى الطب النفسي في بئر السبع. نحن نتعاون مع القسم منذ سنوات ويتلقى العديد من مرضانا، بما في ذلك المراهنين الذين يعانون من اضطرابات نفسية، رعاية شاملة ومركزة على مستوى مهني ممتاز.
بالإضافة إلى ذلك، تم تلقي إشعار بشأن إمكانية تحويل المرضى الذين يعانون من مرض مزدوج إلى الاستشارة النفسية إلى عيادة طب الإدمان في مركز شيبا الطبي. في ضوء ما ذكر أعلاه، نتوقع في المستقبل القريب أن نتمكن من توفير رعاية مهنية شاملة لشريحة المراهنين الذين يعانون من اعتلال مزدوج.
(مأخوذ من: "كل شيء عن الكحول"، نشرة 89، ديسمبر 2015، صفحة 3)