للحصول على مساعدة:

جمعية إفشار 1700500888
جمعية هديرخ 0545269336
مركز وزارة الرفاه 118

ظاهرة القمار المرضية عند النساء في جيل الشيخوخة


العاملة الاجتماعية نوعا ليفينسون

نوعا ليفينسون – مركز معالجة متضرري الكحول والقمار ، جمعية "افشار"، رمات غان

كبار السن الذين يواجهون الشعور بالوحدة، التغيرات الاجتماعية، الألم الجسدي، الانتحار والاكتئاب، يُعتبرون مجموعة خطرة يمكن أن تطور إدمانا.
تستند هذه المقالة على جزء من أطروحة من دراسة لدرجة الماجستير في العمل الاجتماعي السريري في جامعة بار إيلان. وتتناول قصص حياة مسنات، مقامرات مرضيات، وتجاربهن العلاجية.

نتحدث عن بحث نوعي مبني على تحليل قصص الحياة من خلال النموذج السردي. ويضع السرد في المركز التجربة الذاتية وتفسيرات الشخص المسن نفسه.
يصف العديد من الباحثين تذكّر الشيخوخة على أنها عملية إيجابية ويحددون الفوائد الكامنة في مراجعة الحياة في هذه المرحلة من الحياة. (Birren and Deutchman,1991  ) بالإضافة إلى ذلك ، يعتبر التفكير السردي مناسبًا بشكل خاص لمهنة العمل الاجتماعي، فالروايات هي المادة الأساسية التي تصنع العمل الاجتماعي. إن القصص ليست مجرد وسيلة لمعرفة الواقع البشري، بل هي أيضًا أداة لإحداث التغيير فيه (سبيكتور مارزل ، 2010). بصفتي عاملة اجتماعية تجري بحثًا سرديًا ، أسعى إلى جعل صوت النساء اللواتي يشملهن البحث مسموعًا في الخطاب العام ، وبالتالي تقويتهن وإحداث التغيير. الإطار النظري للدراسة، تغذيه النظريات الاجتماعية في مجال الشيخوخة: نظرية فك الارتباط (Disengagement)  التي اقترحت من قبل كيمنج وهنري   (Cumming and Henry, 1961) ونظرية النشاط  (Activity) التي اقترحت من قبل افيغهيرست (Havighursts, 1963, (1968  بالإضافة إلى ذلك ، فهو يعتمد على نموذج التحوّل المكوّن من خمس مراحل لـ فروتشيسكا وديكليمينتا (Prochaska and Diclemente, 1986). واشتملت الدراسة على 14 مقابلة مع نساء مسنات تتراوح أعمارهن بين 60 عامًا فما فوق تم تشخيصهن على أنهن مقامرات مرضيات وعولجن أو سبق أن عولجن في مراكز علاج الكحول والقمار في جمعية "إفشار".

 

 الهدف من الدراسة هو فحص وتحديد الخصائص الفريدة للنساء، كما يتضح من قصص حياتهن، الخصائص المتعلقة بالسعي للحصول على العلاج، فحص مكان العلاج كوسيلة مساعدة في عملية التعافي وفحص العلاقة بين النظريات المعروضة.
هذه الدراسة تشكّل تجديدا في مجال البحث في إسرائيل وإضافة حديثة ومتعمّقة للبحث في العالم. إن التركيز على مسألة العمر والجنس لم تأخذ حيزًا كبيرًا في الدراسات القائمة حول هذا الموضوع. هناك أيضًا أهمية كبيرة للتعامل مع القضية العلاجية نظرًا لحقيقة أن هذه الفئة من الناس معرّضة لخطر كبير ونادرًا ما تسعى للعلاج.

الشيخوخة وعملية التقدم في العمر

الثورة الديمغرافية هي إحدى سمات القرن العشرين. وفقًا للتوقعات، من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم بـ 3.7 مرات ما بين 1950 وحتى 2050. شريحة المسنين من جيل 60 عاما فما فوق ستزداد بعشرة أضعاف(Bloom Boersch- Supan,Mcgee, Seike,2011).  . هذه التغييرات لها عواقب نفسية، اجتماعية وسياسية. وتشمل فترة الشيخوخة زيادة في معدل المرض والعجز لدى الفرد، إلى جانب الضرر المفرط للأنظمة المختلفة في الجسم.
من ناحية أخرى، فإن إطالة فترة الشيخوخة تتطلب زيادة النشاط وخلق معنى في حياة العجوز. لذلك فإن موضوع الشيخوخة وعملية الشيخوخة تحتل مكانة بارزة في التفكير الاجتماعي في العالم الغربي بشكل عام وفي إسرائيل بشكل خاص (روزين، 2003).
إن عملية التقدّم في السن نحو الشيخوخة تؤدي إلى تغييرات كبيرة في جميع أجهزة الجسم والجوانب النفسية. (Nemiroff and Colarusso, 1990).  ربما يكون من أكثر الأشياء شيوعًا في الشيخوخة، مطالبة الشخص المسن بالتكيّف مع التغييرات التي تحدث له وفي بيئته.(لومرينتش, 2003).

النساء المسنات

يشكل عدد المسنات نسبة متزايدة من السكان. وتشكل النساء حوالي %57 من كبار السن من إجمالي السكان (بروديسكي، شانور وبئير ، 2011). وبالتالي فإن الأبحاث والممارسات المتعلقة بالشيخوخة تدرك أهمية الاحتياجات الخاصة للمرأة (Hooyman and Kiyak, 2005).
في حين أن العمر المتوقع للمرأة أطول من عمر الرجل ، فإن النساء يبلّغن عن المزيد من الأمراض المزمنة ، بل إنهن يستخدمن الرعاية الصحية بشكل متكرر أكثر من الرجال.  (Manton, 1997a, 1997b) وقالت معظم النساء اللواتي تمت مقابلتهن إنهن يعانين من مشاكل صحية مثل التهاب المفاصل، مشاكل الركبة، مشاكل الظهر انخفاض في السمع ،السكري وغيرها من الأمراض. وعدا عن الأمراض المزمنة، تواجه النساء في السنوات الأخيرة من حياتهن محدودية جسدية، وظيفية ونفسية، الشعور بالوحدة وحتى مشاكل مالية في كثير من الأحيان. وقالت أكثر من نصف النساء اللواتي تمت مقابلتهن إنهن يعانين من الاكتئاب ويتناولن علاجًا دوائيًا.
ومن المهم الإشارة الى أن نصفهن يواصلن العمل رغم أنهن يتلقين مخصصات الشيخوخة. ويمثل مستوى الدخل في فترة ما بعد التقاعد أحد أبرز الفروق بين الرجال المسنين والنساء المسنات. وهكذا، بالتوازي مع الزيادة في متوسط ​​العمر، فإن نسبة المسنات اللواتي تعشن على موارد محدودة آخذة في الارتفاع. ويؤثر هذا الوضع على حياتهن بشكل لا يقل عن تأثير وضعهن الصحي، ظروفهن المعيشية ودعم أفراد أسرهن.( بنطور، سترون وتشحمير 2006).

ظاهرة المقامرة في أوساط النساء المسنات

كبار السن الذين يواجهون الشعور بالوحدة، التغيرات الاجتماعية، الألم الجسدي، ميول للانتحار والاكتئاب، يُعتبرون مجموعة خطرة يمكن أن تطور إدمانا (لومرينتس 2003). وتظهر الدراسات باستمرار أن المقامرة نشاط اجتماعي شائع بين كبار السن(Lai, 2006 ; Mcneilly and burk, 2002 ; Ohtsuka and  karoglidis, 2001).   وبينما يبدأ الرجال في المقامرة في فترة المراهقة، تبدأ النساء في المقامرة في العشرينات والثلاثينيات من العمر وبشكل أكثر حدة في الخمسينيات والستينيات من العمر. (دانون وشينفلد 2011).
وقالت معظم النساء اللواتي تمت مقابلتهن إنهن بدأن المقامرة في سن الستين أو أنهن قامرن مقامرات اجتماعية في سن أصغر ، لكن التدهور بدأ في حوالي سن الستين.
في السنوات الأخيرة ، في أجزاء كثيرة من العالم الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا) ، كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد النساء اللواتي يقامرن وفي عدد النساء اللواتي يلتمسن العلاج ويتم تشخيصهن بالمقامرة المرضية. (Boughton and Falenchuk 2007; Griffiths, Hayer and Meyer, 2009; Volberg, 2003).. في بحث أجراه بوغتون وبيرفيستير (Boughton and Brewster,2002),   وُجد أن النساء يقامرن كطريقة لتخفيف التوتر ، الهروب من الواقع ، المشاكل والمخاوف ومن الشعور بالمسؤولية. وفي بحث أجري في الولايات المتحدة قارن بين الجنسين، تبيّن أن النساء ينجذبن أكثر لألعاب الحظ مثل البينغو، بطاقات القشط، آلات الحظ وألعاب الفيديو (Blanco, Hasin, Petry, Stinson and Grant, 2006; Grant and Kim, 2002; Wenzel and Dahl, 2009 .)  وقد حصلتُ على صورة مماثلة في المقابلات التي أجريتها عندما قالت معظم النساء إنهن يفضلن المزيد من ألعاب الحظ مثل بطاقات القشط "حيش جاد" سحوبات "تشانس" وآلات الحظ. وعدد قليل من النساء قلن إنهن يقامرن في كازينوهات خارج البلاد. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لدراسات أجريت في البرازيل، فإن النساء يتحركن بسرعة أكبر نحو مراحل الإدمان ومشكلة القمار والمقامرة المرضية. (Travares, Martins, Lobo, Silveira, Gentile and Holdgins, 2003; Travares, Zilberman, Beites and Gentil, 2001  ). في حالات كثيرة تبدأ النساء المسنات المقامرة بهدف المتعة مع أصدقاء أو مع العائلة ولا يدركن المخاطر الكامنة في المقامرات (McKay, 2005).

العلاج وطرق الوقاية

هناك أدلة على أنه بين شريحة المسنين، فإن احتمالية طلب المساعدة والتماس العلاج أقل من غيرهم من الشرائح السكانية. (Borrell, 2003; Hirsch, 2000; Kostyk and Mckay, 2002; Mcneilly and Burke, 2000).  . ويُحجم كبار السن أكثر من غيرهم عن معالجة مشكلة إدمان القمار. بالإضافة إلى ذلك، هناك رغبة أقل لدى كبار السن في الحديث عن صحتهم العقلية والاعتراف بالمقامرة كمرض

   (Bjelde et., al, 2008). وهناك عدة عوامل تمنع المسنات من طلب المساعدة العلاجية المهنية لمشكلة القمار، من أبرزها عدم الإدراك أصلًا أن هذه مشكلة. (Cousins, Moodie and Witcher, 2002; Frisch, Govoni and Johnson, 2001; Hirsch, 2000  ). وتنظر العديد من النساء المسنات أيضًا، الى أن طلب المساعدة هو علامة على الضعف في الشخصية وتشعر الكثير منهن أنهن قادرات على مساعدة أنفسهن ولا يحتجن إلى الدعم (Boughton and Brewster, 2002). وعندما تتوجه النساء للعلاج بشأن مشكلة القمار، فهذا يكون عادة من أجل شخص آخر.( (Zoellner, 2002. إن النساء المدمنات، في معظم الحالات، لا يلجأن إلى العلاج من تلقاء أنفسهن بسبب صعوبات مالية، تدني نظرتهن لذاتهن، اليأس ، عدم الثقة في النظام الأبوي والذكوري وبسبب النقص في الدعم الأسري. وقالت معظم النساء اللواتي تمت مقابلتهن إن السبب الرئيسي لطلب العلاج هو الضغط الذي مورس عليهن من أفراد الأسرة ومشاكل مالية. قلة فقط قلن إنهن يقمن بذلك بقرار شخصي منهن أو إرادة ذاتية للتوقف عن المقامرة. في علاج النساء هناك أهمية كبيرة للـ - Reaching Out,  مبدأ يؤكد على ضرورة "التودد" حتى عندما لا يقمن بالتعاون من أجل تقليل مقاومتهن ومخاوفهن من المعالجين والوصمة التي تصاحب الإدمان ( نافو،جلفان وبين- غاي 2004). بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على المعالجين أن يُبدوا حساسية للاختلافات المرتبطة بعمر من يعانون من الاضطراب (McKay, 2005)..

في الختام ، من المهم التأكيد على أن الهدف من هذه الدراسة هو التعمّق في قضية فريدة تجمع بين التركيز على العمر والجنس. ونظرًا لحقيقة أن هذه الفئة معرضة لخطر أكبر نظرًا لقلة طلبها للعلاج، هناك أهمية كبيرة للمسألة العلاجية وإبراز صوت هذه الشريحة.

من الممكن أن يلقي هذا البحث إلى جانب توسيع المعرفة الحالية وتعميقها، الضوء على تطوير استراتيجيات علاجية مستقبلية، تساعد في الوقاية وعملية التعافي وتوفير استجابة أكثر حساسية ومهنية وتكون ملائمة أكثر.

إضغطوا هنا لتحميل كتيب المقالالت الكامل

المصادر

  • Blanco C. Hasin D, Petry N, Stinson, F. and Grant, B.F. (2006) Sex Differences in Subclinical and DSM-IV Pathological Gambling: Results from the National Epidemiologic Survey on Alcohol and Related Condition. Psychological Medicine, 36, 943–953.
  • Boughton, R., and Falenchuk, O. (2007) Vulnerability and Comorbidity Factors of Female Problem Gambling, Journal of Gambling Studies, 23, 323–334.
  • McKay, C. (2005) Double Jeopardy: Older Women and Problem Gambling, International Journal of Mental Health and Addiction 3(2), 35–53.
  • McNeilly, D. P., and Burke, W. J. (2000). Late Life Gambling: The Attitudes and Behaviors of Older Adults. Journal of Gambling Studies, 16 (4), 393-415.
  • Wenzel, H.G. Dahl, A. A. (2009) Female Pathological Gamblers – A Critical Review of the Clinical Findings. Journal of Mental Health Addiction, 7, 190- 202.

مصادر أخرى موصى بها للقراءة:

  • Hodgins, D.C., Stea, J.N., and Grant, J.E. (2011) Gambling Disorders, Lancet.
  • Martin F., Lichtenberg P. A. Templin T. N. (2011) A Longitudinal Study: Casino Gambling Attitudes, Motivations, and Gambling Patterns among Urban Elders. Journal of Gambling Studies, 27, 287-297.
  • Tira, C., Jackson, A. C., and Tomnay, J. E. (2013) Pathways to Late-Life Problematic.‏ Gambling in Seniors: A Grounded Theory Approach. The Gerontologist, gnt107
  • Tse, S. Hong, S.I. Wang, C.W. Cunningham-Williams, R.M., (2012). Gambling Behavior and Problems among Older Adults: a Systematic Review of Empirical Studies. Journals of Gerontology Series B: Psychological Sciences and Social Sciences, 67 (5), 639–652.