للحصول على مساعدة:

جمعية إفشار 1700500888
جمعية هديرخ 0545269336
مركز وزارة الرفاه 118

أسئلة واجوبة

في السحوبات أيضاً يجب معرفة اللعب بعقلانية

هي أبرز العلامات التي يمكن من خلالها تشخيص المدمنين على القمار؟

العلامات الأكثر وضوحا لتشخيص مدمن قمار هي عندما يفقد الشخص السيطرة على الوقت الذي يستثمره في القمار وكذلك على مبالغ المال التي تستثمر في اللعبة. عندما يجلس الشخص للعب لفترة معينة من الزمن خصصها لنفسه والتزم بها، وعندما يخصص للعبة مبلغ معين ويلتزم به، والتي تسير بشكل جيد – فهو بذلك يسيطر على القمار. ولكن عندما يخصص الشخص مبلغا للعبة ويخطط للعب لوقت معين، لكنه يجد نفسه بعد يومين من دون نوم، طعام، ويفقد ضعف المبلغ المخصص، فإنه من المحتمل أنه يعاني من مشكلة قمار. فألعاب القمار تسيطر عليه وليس العكس.

ما الفرق بين المقامر الاجتماعي، المقامر المحترف والمقامر المرضي؟

مقامر اجتماعي المقامر الاجتماعي هو الشخص الذي مع أنه يلعب "على المال" ولكن المكسب أو الخسارة لا يشكلان لديه محور اللعبة. التركيز في هذه اللعبة هو على اللقاء الاجتماعي. على سبيل المثال، المسنة التي تدعو صديقاتها وجاراتها مرة بالأسبوع لتناول فنجان من الشاي ولعب الريمي والرهان على عدد قليل من الشواقل. في هذه الحالة لا تعتبر المقامرة - مقامرة قهرية و / أو مرضية.

المقامر المحترف هو المقامر الذي توجد بحوزته مبالغ كبيرة من المال. باستطاعته تخصيص مبلغ معين لنفسه كل عام، حيث يستثمره في الأسهم، الكازينو خارج البلاد و / أو الأعمال التجارية / العقارات التي قد تؤتي ثمارها - أو لا. هذا الشخص لا يجازف بأي دائرة من حياته، لا بيته ولا عائلته. هو يأخذ المخاطر، ولكن تلك المخاطر يتم حسابها، بعد دراسة متأنية في حين انه يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفاته. كما أنه لا يعتبر مقامر قهري أو مرضي .

المقامر المرضي هو مقامر لا يزن خطواته، ولا يفكر على المدى الطويل، السبب الرئيسى لذلك هو رغبة ملحة لا يمكن السيطرة عليها للمقامرة والاستمرار بالمقامرة، يضطر الكذب (عادة لفترات طويلة) لإخفاء المقامرات. لا يحسب المقامر المرضي الربح مقابل الخسارة، وعادة ما يجد نفسه غارقا بكثافة في الديون التي لا يستطيع تغطيتها. عادة، يضطر لإقتراض المال من أفراد الأسرة و/أو الأصدقاء، عامة بحجج وذرائع زائفة. أحيانا يضطر التعاون مع العناصر الإجرامية، "السوق الرمادية"، "السوق السوداء"، المرابين بفوائد يومية وغيرها، ما يساهم في تفاقم الوضع، والتسبب له بالوقوع في الاكتئاب والقلق واليأس، وأحيانا النزعات الانتحارية الخفية أو المكشوفة.

هل المقامر "مدمن" أيضا على الخسارات ؟

هؤلاء المقامرون الذين يقامرون انطلاقا من دافع لا يمكن السيطرة عليه للمقامرة و يكررون ذلك مرة تلو الأخرى بغض النظر عن قدرتهم و/أو قدرة من حولهم على امتصاص الخسائر، هم كما يبدو مقامرين قهريين تحركهم رغبة ملحة لا تقاوم على "التدمير الذاتي". آلية الـ Repetition Compulsion "تكرار بالإكراه" (فرويد، 1919) هو نوع من التكرار بالإكراه للـ "الصدمة" في وقت مبكر جدا، وعادة ما تكون صدمة هجر من الطفولة ، المحرقة ،اليتم ، المرض، وفاة أحد الوالدين، حادث الخ.

تكرار تجربة الصدمة بالإكراه هي في الواقع أمنية مفادها " في هذه المرة سأخوض تجربة تصحيحية ". في حال تم استعادة الصدمة ضمن العلاج، قد يحدث أن تخلق حالة يمر فيها المعالج بـ "تجربة تصحيحية" بدلا من احتياجه لتكرار تجربة الصدمة. على سبيل المثال، المريض الذي يشعر بأنه "خاسر، غير محبوب" من قبل زوجته، وتم التخلى عنه في الماضي من قبل والدته، وربما يوقع نفسه دون شعور بحفرة القمار للتحقق من درجة الاهتمام من قبل أقربائه. سوف يستعيد بشكل قهري تجربة الخسارة، تجربة الفقدان، والشعور بعدم القيمة لاختبار ما إذا كانوا سيتخلون عنه هذه المرة أيضا. في العلاج، يمكن للمعالج أن يعطي المريض شعورا من الدعم، المبالاة وخلق الإحساس بقيمة الذات. عندما يواجه المعالج "بقاء" المعالج بغض النظر عما إذا كان قد ربح أو خسر، فإن هذه التجربة من العلاقة يمكن أن تكون تجربة تصحيحية. وبالتالي، لا تبقى للمريض الحاجة القهرية غير الواعية "لاختبار محبة المحيطين به.

في دراسة أجريت حول "أنشطة القمار"، ذُكر ان العمل الوحيد الذي يمكن للشخص القيام به من دون تحسين الأداء هو القمار. لا يمكن لاي شخص أن يفوز بأمر يسيطر عليه الحظ أو الصدفة. الرياضة، على سبيل المثال، مبنية على المهارة، ويمكن للشخص أن يحسن فيها من إنجازاته . فنحن نرى كيف تحطم الأرقام القياسية في دورة الالعاب الاولمبية كل أربع سنوات. وينطبق الشيء نفسه على مجال الأعمال التجارية والتكنولوجيا والمجالات الأكاديمية. وهذا ينطبق على مهارات الدماغ. ولكن عملية ممارسة القمار ليست قابلة للتطوير. فكلما قامر الشخص أكثر هو ليس بالضرورة يقامر بشكل أفضل.

كيف يمكن للعلاج عبر الحديث أن يساعد المقامر القهري؟

يعتمد علاج المقامرين أساسا على العلاج النفسي - العلاج عن طريق المحادثات. تهدف المحادثة الفردية مع المعالج لاستخدامها ك "مكان آمن" أو "مساحة متيحة" Facilitating Environment للمعالَج(Winnicott 1963)، حيث يمكنه "فتح قلبه " والحصول على اذن صاغية. ما يميز العلاج النفسي مقابل التحدث مع صديق على فنجان من القهوة هي الأدوات العلاجية، الموضوعية والسرية التامة، ما يسمح للمريض أن يقول كل شيء. بدون فلتر أو فرض رقابة على كلماته خوفا من يمرر الأم أو الأب أو صديق المعلومات قدما، كما يتوفر خيار "الإصلاح". في الواقع، الشعور بأن المعالج "يحتوي " داخله "أجزاء الأجزاء" من المعالَج، محاولا معه "تنظيمها وترتيبها" مرة أخرى، يسمح للمريض خوض تجربة فريدة من الاحتواء،الاهتمام وحتى نوع من "الحب" (بيون، 1962).

يبدأ المعالَج في الشعور بعد بضعة أشهر بتحسن في وضعه. يأخذ التوتر والإجهاد بالضعف عندما يشعر التعاطف والاهتمام من قبل المعالج. في حال تعزيز وتعميق العلاقة، سوف يبدأ ما نسميه بـ "تغيير جوهري". يهدف هذا التغيير إلى مساعدة الشخصية المعافاة، للذات الحقيقية True Self بالخروج من False Self التي خلقها المقامر لنفسه، من تلك الشخصية العظيمة والمتكلفة والتي تتلخص كل رغبتها في حماية الشخصية الضعيفة، الكئيبة ومنعدمة الثقة (Winnicott، 1965). يبدأ قناع المقامر بالتصدع وينبت تحته الأنا الحقيقي Core Self. بمساعدة المعالِج، يستطيع المقامر أن يعزز ويوطد ال "أنا" وإعطائه أدوات وقوات لم تتوفر له من قبل.

يبدأ العلاج بالعمل المعرفي السلوكي(CBT). بعد وقف السلوكيات المدمرة والإدمانية، يبدأ أيضا العلاج النفسي الديناميكي. في هذا العلاج يستطيع المعالَج بمساعدة المعالِج أن يحقق تغييرا كبيرا في حياته. مثل هذا التغيير ليس من السهل تحقيقه، ولكنه يسمح للمعالَج الوصول إلى مستوى معقول من Well-Beingness – التخفيف من الاكتئاب، القلق،الإجهاد النفسي / الجسدي، تسوية الديون والتواصل السليم مع أفراد الأسرة وغيرهم.

هل يستطيع المقامر (المرضي / القهري) ممارسة القمار بشكل يمكن السيطرة عليه؟

عندما "يصر" المقامر على مواصلة المقامرة "فقط على القليل من المال"، ينبغي طرح السؤال - لماذا جاء مع كل ذلك لاعادة التأهيل؟ كتبت باحثة في مجال نمو الطفل تدعى Judith Viorst في كتابها "خسائر ضرورية ": "عندما يكبر الطفل ويصبح راشدا يطلب منه تقديم " تنازلات " معينة ليكون قادرا على" تعزيز واحتواء" مرحلة النمو المقبلة. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يمسك بيده دمية دب، مصاصة أو يشرب من زجاجة، فهو لا يستطيع إحضارها إلى المدرسة، حيث تعتبر هذه الحاجيات "طفولية". ليكون قادرا على بدء مسيرته في عالم الكبار، عليه التخلي داخل نفسه عن الدب وإبقاء الدب كفكرة في رأسه، بحيث تبقى يداه فارغة للإمساك بحاجيات أخرى ".

أعتقد أن هذا صحيح أيضا بالنسبة للمقامرين. في حال استطاعوا للحظة أن يتخلوا عن الاهتمام السلبي، وعن الخيال بأن يكونوا " ملك" وغير ذلك، فإنهم سوف يكونون قادرين على الإمساك بأمور أخرى. من تجربتي، المقامر الذي يأتي للعلاج ويستثمر في العمل العلاجي، يبني لنفسه في غضون عام (أكثر أو أقل) "شبكة حياة"، Life Network ، عليها يمكن أن يبني أساسا للتغيير. إذا كان يملك الحب ،العائلة ،العمل والمال، هل سيتخلى عن كل هذا؟ وفي سبيل ماذا؟ لديه حاليا شيئا ليخسره، وربما في هذه المرة لن يقامر على تلك الأشياء التي لا يشتريها المال.