للحصول على مساعدة:

جمعية إفشار 1700500888
جمعية هديرخ 0545269336
مركز وزارة الرفاه 118

حالة مرضية مزدوجة: عندما يلتقي الإدمان مع الاضطراب النفسي


دكتور شاؤولي ليف ران

دكتور شاؤولي ليف ران

نشرت قبل سنوات نتائج دراسة أظهرت أن حوالي %60 من الذين يعانون من إدمان المراهنات يعانون من إدمان آخر - المخدرات أو الكحول أو أدوية بوصفة طبيب. ما يقارب %40 ممن يعانون من إدمان المراهنات يعانون من اضطراب في الحالة المزاجية ويعاني حوالي %20 من اضطرابات القلق.
توجد مشكلة نفسية أخرى للإدمان، هي القاعدة وليس الاستثناء، كما يوضح الطبيب النفسي الدكتور شاؤولي ليف ران، نائب مدير مستشفى ليف هشارون ومدير عيادة الإدمان والأمراض المزدوجة، مصطلح يصف الإدمان إلى جانب اضطراب نفسي.

دكتور ليف ران، يجب أن أشير إلى أن "الأمراض المزدوجة" تبدو وكأنها تعبير سلبي جدا؟

صحيح. هذا مصطلح لا احب اتباعه، لأنه يدمغ أولئك الذين يحتاجون إلى العلاج. يشير المصطلح إلى أنهم لا يعانون من الإدمان فحسب، بل هم "مرضى" بمرضين. لكن الشيء المهم هو الحاجة إلى علاج شامل من المجالين: الإدمان والصحة النفسية.

هل هذه الظاهرة شائعة؟
نعم. إن انتشار الأمراض النفسية بين الذين يعانون من الإدمان مرتفع للغاية.

كيف لم أصادف هذا المصطلح من قبل؟
تاريخيا، تم التعامل مع الظاهرتين بشكل منفصل. يمكن لأي شخص أن يتوجه إلى طبيب نفسي لعلاج الاضطراب النفسي، وإلى أخصائي علاج الإدمان لعلاج الإدمان. خصص المصطلح من أجل التحدث بشكل إيجابي – كي يتم توضيح وجود أشخاص يعانون من كلا الاضطرابين ويحتاجون إلى علاج متكامل لكليهما.

ذكرت أشخاص يعانون من إدمان المراهنات وإدمان على المواد والاضطراب نفسي. هل يمكنك شرح كيفية حدوث ذلك؟

نأخذ على سبيل المثال الشخص المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الشديد، ويعاني نتيجة ذلك من اضطراب في السيطرة على الدوافع. هو في مجموعة معرضة لخطر الإصابة بتعاطي المواد، على سبيل المثال الكوكايين، والذي بدوره يزيد من نشاطه وإحساسه بالثقة بالنفس غير الحيادية، وبالتالي يزيد من المراهنة لأنه واثق بفوزه، حتى يصاب بإدمان المراهنات. وحتى وإن قرر في كثير من الأحيان في نفسه التوقف عن تعاطي الكوكايين والتوقف عن المراهنات، فإن سلسلة المشاكل التي تبدأ بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تنتهي باضطراب السيطرة على الدوافع وإدمان الكوكايين، وهذه الحالة، تساهم بلا شك في إدمان المراهنات، لذلك يجب أن يعالج النظام العلاجي الاضطرابات الثلاثة معا.

"50% ممن يعانون من إدمان القمار يعانون أيضا من اضطراب نفسي مرضي"

لماذا من المهم التعامل مع إثنين أو ثلاثة من الأمور بشكل متوازٍ وليس واحدا بعد الآخر؟
تتطلب مثل هذه الحالات علاجًا تكامليا. على سبيل المثال الشخص الذي يعاني من إدمان الكحول، عندما يكون تحت تأثير الكحول فإنه يراهن أكثر. أو الشخص الذي يعاني من الاكتئاب، وكي لا يشعر بشعور الاكتئاب، يعزل نفسه عن طريق الجلوس أمام آلة المراهنات ويقضي ساعات طويلة. هذه حالات شائعة ومن الممكن فهم كيفية عملها معا، وإن حاولنا علاج الاكتئاب فقط دون معالجة إدمان المراهنات، فإن فرص النجاح لا تكون عالية. وينطبق هذا الشيء إذا حاولنا علاج إدمان المراهنات دون معالجة الاكتئاب. الخلط بين الأمرين يؤدي إلى تكرار السلوك الإدماني وبالتالي يجب معالجة الاضطرابين معاً.

وهل ينطبق هذا كذلك على الإدمان السلوكي وليس الإدمان على المواد؟
هذا الأمر على صلة كبيرة بإدمان المراهنات، على سبيل المثال يعاني حوالي %50 من المتوجهين من اضطراب نفسي مرافق.

كيف يتم علاج الحالات المرضية المزدوجة؟
كأي مجال آخر من مجالات الطب، يكون العلاج بيولوجيا نفسيا اجتماعيا. أي التطرق إلى الجوانب البيولوجية (على سبيل المثال من خلال الأدوية المناسبة)، إلى الجوانب النفسية (على سبيل المثال من خلال العلاج النفسي) وكذلك التطرق إلى البيئة المحيطة (على سبيل المثال إعادة تأهيل مهني، علاج أسري وغيرها).

لنبدأ بالعلاج بالأدوية: يبدو غريباً لي علاج الإدمان على المراهنات بالأدوية؟
يعتبر الدواء أولًا وقبل كل شيء مهمًا في علاج الاضطرابات النفسية المرضية المرافقة. إذا كان الشخص الذي يعاني من الاكتئاب يعاني أيضا من إدمان القمار، فهناك أحيانا مكان لعلاج مضادات الاكتئاب للتخفيف من أعراض الاكتئاب على أمل التقليل من احتمال المقامرة. وينطبق الشيء نفسه في الحالات التي تؤدي فيها الخسائر الكبيرة من القمار إلى الاكتئاب، لذلك اعتمادا على الحالة، يتم النظر في إمكانية دمج أدوية مضادة للاكتئاب. هناك أيضا دراسات تُظهر الفعالية المحتملة للعلاج بالأدوية للإدمان على القمار، ولكن لا يوجد حتى الآن دواء محدد. من الواضح أن هناك تأثيرا كبيرا للعلاج بالأدوية للاضطراب النفسي كجزء من الاستجابة التي يمكن أن تُعطى للإدمان.

ما هو التفسير النفسي للربط بين الإدمان والاضطرابات النفسية؟
توجد عدة تفسيرات، مثلاً توجد آليات نفسية شائعة للإدمان ولمشاكل الصحة النفسية، مثال: إذا كانت لدي قدرة قليلة على احتواء الإحباط، فيمكن أن أعاني من مشاكل في تنظيم الحالة المزاجية، وأن أتبع سلوكيات مرضية مثل المقامرة في محاولة لإبعاد نفسي عن التجربة الداخلية التي أعاني منها. يُطلق على هذا اسم "علاج النفس"، وبالرغم من أنه ليس فعالا بشكل خاص، إلا أنه يتم كمحاولة من الشخص "كعلاج" غير مهني للحالة المزاجية السيئة التي يعاني منها.

علامات الإدمان: ثلاثة مستويات تؤدي إلى الإدمان

كيف تعرف متى تتحول المراهنات المشروعة إلى إدمان؟
هناك معايير للإدمان تتركز على ثلاثة مستويات. يتعلق المستوى الأول بالتحمل. وهذا يعني، أنه كلما مر الوقت فإنني بحاجة للتحفيز أكثر فأكثر من أجل تحقيق نفس الشعور بالإثارة والرضا. لذلك سنحدد زيادة في وتيرة المراهنات، وزيادة في درجة المجازفة وزيادة في مبالغ المراهنات. والنتيجة تكون إلى جانب أمور إضافية، أنه عندما أحرم نفسي من الفعل الذي أدمن عليه، أشعر بأعراض الفطام: القلق عدم الهدوء وغيرها.

ما هو المستوى الثاني؟
في المستوى الثاني، يرافق الإدمان انشغال قسري في الإدمان، سواء ذهنياً أو سلوكياً. يأخذ الوقت الذي أمضيه في التفكير في الأمر، وتحقيقه، والشفاء منه، حجما أكبر أكثر في حياتي.

والمستوى الثالث؟
المركب الثالث هو أن الشخص الذي يعاني من الإدمان يستمر في سلوكه رغم الأضرار المرافقة. في إدمان القمار يمكن أن يشمل خسائر مالية، توتر في الحياة الزوجية والعائلية ضرر في العمل وغيرها.

"الفطام ليست كلمة سحرية. هي فقط المرحلة الأولى"

لنفترض أنني شخصت الإدمان. ماذا يحدث عند الوصول إلى عيادة الأمراض المزدوجة؟
عندما الوصول إلى عيادة الأمراض المزدوجة، سيسأل الشخص الذي يفحص المريض عن المستويين - النفسي والمسبب للإدمان، وبالتالي يتم بذل جهد لتشخيص كليهما بدقة في المرحلة الأولى. لسوء الحظ، لا توجد العديد من المؤسسات التي تلبي هذه الحاجة في إسرائيل اليوم. هناك العديد من العيادات، والعديد من أقسام العلاج، ومجتمع علاجي متخصص للحالات المرضية المزدوجة.

كيفية علاج شخص يعاني من عدة مشاكل في نفس الوقت؟
يجب أن يتم التشخيص أولاً بواسطة طبيب نفسي متخصص في الإدمان. يتم العلاج بشكل طبيعي وفقا للتشخيص. تشمل المرحلة الأولى من العلاج علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة والمساعدة في وقف السلوك. عند القيام بذلك، من المهم بشكل خاص النظر في أطر العلاج المختلفة - اعتمادا على العديد من المعايير، مثل نظام دعم الأسرة. يحدد هذا فيما إذا كان من المناسب علاج الشخص في عيادة مع استمراره في العيش في منزله، أو في إطار علاجي عند وجود اضطراب نفسي حاد يتطلب ذلك، أو في إطار مجتمعي علاجي.

وماذا عن المشكلة النفسية المصاحبة؟
في المرحلة الأولى سوف نعالج أيضا المشكلة النفسية المصاحبة، من أجل المساعدة على وقف السلوك الإدماني. سوف نعالج الاكتئاب المصاحب، على سبيل المثال، لتحسين أعراض الاكتئاب والحد من السلوكيات التي قد تكون محاولة لعلاج "الاكتفاء الذاتي" للاكتئاب، مثل القمار.

لنفترض أننا حققنا وقف السلوك. ماذا الان؟
المرحلة الثانية، الطويلة جدا من العلاج، هي منع التكرار. وتتوقف مدة العلاج، في جملة أمور، على التجارب والدروس السابقة. سواء كان العلاج الأول أو أن الشخص قد عاد إلى القمار بعد عدة علاجات. كم من الدعم يتلقاه من الأسرة والمحيط، وما حجم الاضطراب النفسي المصاحب، ووفقا لهذا، ما هي الجهود اللازمة لمنع التكرار. يعتقد الناس عن الانسحاب كأنها كلمة سحرية. وهي ليست سوى المرحلة الأولى. 

هل لديك رسالة مشجعة لمن يحتاج للعلاج؟
بالطبع، من المهم أن أوضح أن الإدمان هو اضطراب طبي له علاج فعال. هو اضطراب ينتمي إلى فرع الطب النفسي. نجاعة العلاج ترتفع مع علاج الاضطرابات النفسية الأخرى، لذلك أنصح بشدة بالتوجه للتشخيص والعلاج إن كان هناك شك بوجود الإدمان. توجد علاجات ناجعة ومن المؤكد والممكن التوجه للعلاج. 

لتحميل كتيب المقالات الكامل