للحصول على مساعدة:

جمعية إفشار 1700500888
جمعية هديرخ 0545269336
مركز وزارة الرفاه 118

مرضى الباركنسون في خطر متزايد لإدمان القمار


د. باولا روشكا، د. انتولي مرجوليس، كيرن جولدمان

د. باولا روشكا، د. انتولي مرجوليس، كيرن جولدمان قسم علاج الإدمان في وزارة الصحة

مرض باركنسون ( الشلل الارتعاشي)  هو مرض عصبي حاد يحدث نتيجة تدمير المسارات الدوبامينية، والتي تصل إلى منطقة في منتصف الدماغ  ومن ضمن وظائفها تنظيم التحكم في الانفعالات ورود الفعل المتعلقة بالمكافآت.
يدور الحديث هنا عن مرض شائع في العالم الغربي، وبحسب المعطيات فإن 1 من بين كل 200 شخص يعاني من هذا المرض. ومن بين أعراض المرض اضطراب في الحركة، الرعاش، مشاكل في التفكير والسلوك، البطء، وتصل حتى الخرف والاكتئاب الشديد.
وبينما الأعراض الحركية معروفة جيدًا، إلا أن الأعراض السلوكية معروفة بدرجة أقل، خاصة العوارض التي وصفت مؤخرا، في الأدبيات المهنية، المتعلقة بالمقامرة القهرية وفرط النشاط الجنسي وإدمان التسوق.

تبلغ نسبة انتشار اضطراب القمار بين مرضى باركنسون في الولايات المتحدة حوالي %3.4 وترتفع إلى %7.2 بين المرضى الذين يتناولون أدوية محفزة للدوبامين. وتشير الأبحاث الى أن المرضى الذين يتطور المرض لديهم في جيل مبكّر، احتمالات إدمانهم على القمار مضاعفة. آلية تطور هذه الاضطرابات في أوساط مرضى الباركنسون غير معروفة، لكن يبدو أنها تتعلق بمحفز مرضي للدوبامين.
والدوبامين هو ناقل عصبي في الدماغ ينظم الحركة والعواطف والمتعة.

وفي أوساط مرضى باركنسون، عند موت خلايا الناقلات العصبية أو إصابتها بالخلل فقد يترجم ذلك إلى صعوبات في التحكم بالحركة والعواطف، ومن هنا على قدرة الاستمتاع بالنسبة للمصاب به.

ومن أجل خفض أعراض المرض، يمكن استخدام أدوية تعزز مستوى الدوبامين ، مثل دواء L-DOPA الذي يتحول الى دوبامين في الدماغ.

لقد تم البدء باستخدام الدواء في سنوات الـ 60، وقد ساعد المرضى في تحسين وظائفهم الحركية والعودة إلى الحياة العادية. ومع ذلك، تبيّن مع الوقت انه يتسبب بأعراض جانبية غير مرغوبة مثل: التشنجات اللاإرادية والسلوكيات غير الطبيعية مثل النشاط الجنسي المفرط.

في السنوات الأخيرة تم تطوير أدوية محفزة (ناهضة)، تحاكي عمل الدوبامين بعد ارتباطها بمستقبلات الدوبامين. إن جميع أدوية علاج الباركنسون تحمل معها مخاطر الإدمان السلوكي على الرغم من أنه قد يبدو بأن أدوية تحفيز الدوبامين  لها تأثير أقوى أو الدمج بين L-DOPA والأدوية المحفّزة.

 إن معظم الحالات التي تم التبليغ عنها ترتبط بدواء باسم (MIRAPEX, SIFROL) Pramipexole، ويتعلق بمستقبلات الدوبامين D3 وأدوية أخرى Ropirinole (REQUIP) والتي هي أيضا ترتبط بنفس المستقبلات.

 ومن المهم الإشارة الى أن مستقبلات D3 تتواجد بالأساس في الجهاز الحوفي ومن الناحية النظرية يمكنها تحفيز المسارات الدوبامينية وبالتالي تسبب سلوكيات إدمان مختلفة، الأمر الذي يستند الى شهادات متعالجين والذين أبلغوا عن أكثر من اضراب إدماني واحد.

هذه المجموعة من الأدوية موجودة ولكن لم يتم بعد استخدامها في مجال الإدمان. بشكل عام ظاهرة القمار لدى مرضى باركنسون، ترتبط بكل مجموعة الأدوية الناهضة التي تشمل أدوية أخرى مثل : pergolide (DOSTINEX) cabergoline,(PERMAX), (PARLODEL) bromocriptine. وتجدر الإشارة الى أن المرضى الذين طوروا اضطرابات من هذا النوع، لم يعانوا من هذا الاضطراب قبل بدء العلاج الدوائي. كذلك، تم الربط بين فرط النشاط الجنسي وهذه الأدوية في %90 من الحالات التي تم الإبلاغ عنها.

وحتى في هذه الحالات لم يكن هناك تاريخ سابق لاضطراب فرط النشاط الجنسي بين المرضى. وتشير التقارير أيضًا إلى سلوكيات قهرية إضافية مثل الأكل القهري ، التسوّق القهري ، الإسراف القهري للمال ، وسلوكيات غريبة مثل البستنة القهرية ، الصيد القهري ، أو الإفراط في الانغماس في الأنشطة الترفيهية.

معروف منذ البداية أن الأدوية الناهضة يمكن أن تؤدي إلى أعراض جانبية مثل الهلوسة، أعراض نفسية والنوم الزائد خلال النهار. وعلى الرغم من ذلك، هنالك استخدام واسع لهذه الأدوية بسبب فاعليتها بمعالجة المرض.  وقد عثر العلماء في - NIDA أنه في أوساط الأشخاص الذين يطوّرون إدمانات سلوكية يوجد مستوى منخفض من DOPAMINE-TRANSPORTER   الذي يعتبر عاملًا يشجع سلوك البحث عن العواطف NOVELTY-SEEKING. وبحسب أبحاث من السنوات الأخيرة، يلاحظ بأن هنالك انخفاض ملحوظ لدى مرضى باركنسون في سلوك البحث عن العواطف، المكافأة والمتعة.

وتزيد الأدوية المحفزة من الحاجة إلى البحث عن الإثارة وبالتالي يمكن أن تحفز الميل إلى السلوكيات الاندفاعية القهرية، ولكنها تقلل احتمالات التعلم من الفشل. وتظهر دراسات مختلفة أن هذه السلوكيات ظهرت فقط بين المرضى الذين يتلقون الجرعات العلاجية المقبولة وليس بين المرضى الذين يتناولون جرعات منخفضة والمرضى الذين لا يتناولون الأدوية، وأولئك الذين يتناولون فقط L-DOPA  أو  CARBI-DOPA . ومن المثير للاهتمام أن نذكر بأن المرضى الذين ظهرت عليهم هذه الأعراض كانوا في العادة أصغر سناً ، بدون خرف ، وهو ما يتماشى مع المتعارف عليه بين الأطباء بوصف الأدوية المحفزة ، خاصة للشباب. وعلى ضوء النتائج الجديدة، هناك انطباع بأن الأطباء قد ركزوا بشكل مفرط على فائدة هذه الأدوية وقللوا من شأن الأضرار السلوكية التي ينطوي عليها استخدامها. وأحيانًا يخفي المرضى عن عائلاتهم دوافعهم للمقامرة وأحيانًا يصبح الموقف واضحًا فقط بعد أن يكونوا قد فقدوا الكثير من المال وتورطوا ماليًا. عادة ، لا يربط المرضى وعائلاتهم بين القمار والآثار الجانبية للأدوية ، وبالتالي لا يبلغوا الطبيب المعالج بهذا السلوك. في ضوء ذلك، من المهم تعزيز وعي الأطباء المعالجين في هذا المجال لتحذير كل من المريض وأقاربه من احتمال ظهور مثل هذه الأعراض.

ما الذي يجب فعله عند ظهور الاضطراب؟ أولاً ، يجب إيقاف الأدوية المحفزة ، وهو إجراء يكون فعالًا في بعض الأحيان في إيقاف السلوك لكون هذا الاضطراب متقلب. في الحالات التي لا يتم فيها الحصول على النتيجة المرغوبة، يمكن البحث عن علاج دوائي آخر ، على سبيل المثالApomorphine (APO-GO)    Entacapone (COMTAN)  أو الأدوية التي تساهم في تثبيط مثبطات الإنزيمات MAO، مثل Selegiline ELDEPRIL، تجارب علاجية بواسطة  CBT  ودمجها مع  SSRIs  للتأثير بشكل جزئي على الاضراب.

في الآونة الأخيرة تم الحديث عن تجارب علاجية لخفض المقامرات من خلال Nalmefene (SELINCRO)، دواء  يعمل كمحفز للمواد الأفيونية ، مسجل في البلاد لتقليل الأضرار الناجمة عن شرب الكحول بكثرة. وتظهر نتائج الدراسات أن هناك بعض الفعالية في الحد من لعب القمار.

للتلخيص ، نظرًا للعواقب الوخيمة على جودة حياة المرضى ، والتي يصاحبها إهدار كبير للمال ، فقدان جميع أملاك الأسرة أو تهديد الحياة الزوجية والأسرية ، من المهم جدًا أن يكون الأطباء المعالجون ، وخاصة أطباء الأعصاب والأطباء النفسيون ، على دراية بهذه الأعراض الخطيرة، وتحذير كل من المرضى وذويهم . أيضًا ، فإن الاضطراب مستمر ويمكن أن يظهر كسلوك عادي نسبيًا مثل شراء بطاقات للسحب وصولًا الى  اضطراب القمار أو اضطراب الوسواس القهري الشديد أو السلوك الجنسي العدواني أو الاستخدام الضار أو الإدمان على أدوية تحتاج الى وصفة طبيب وبسبب خطورتها قد تقود الى حالات انتحار.

نصيحتنا للأطباء عندما يراقبون المريض ، أن يسألوا المرضى عما إذا كانوا قد بدأوا بالمقامرة مؤخرًا ، لأن المريض أو أفراد أسرته لا يربطون هذا السلوك بتناول الدواء ويخجلون من إخبار الطبيب.

لقد شهدنا رفع دعاوى قضائية ضد شركات الأدوية التي تصنع الأدوية الناهضة ، خاصة في الولايات المتحدة ، بعد اكتشاف هذه الأضرار ، واضطرت إلى تعويض المرضى عن الأضرار التي لحقت بهم.

أيضًا ، عند تقييم الشخص المتوجه بسبب اضطراب المقامرة ، يتم إجراء مقابلة تشمل التطرق إلى وجود مرض باركنسون وتناول أدوية من العائلات المذكورة أعلاه ، من أجل استبعاد وجود صلة بين الاثنين.

في الجانب الدوائي، فإن هذه المعلومات يجب أن ترشدنا نحن المعالجين في البحث عن المستحضرات التي تؤثر بشكل انتقائي على مستقبلات D3 ، كأدوية محتملة لعلاج الإدمان. صحيح حتى اليوم، يتم اختبار عدد من الأدوية.

لتحميل كتيب المقالات الكامل

المصادر

  • Bostwick JM., Hecksel KA., Stevens SR et al, Frequency of New-Onset Pathologic Compulsive Gambling or Hyper-Sexuality after Drug Treatment of Idiopathic Parkinson Disease, Mayo Clinic Proc, 84(4):310-316, 2009.
  • Wong SH., Steiger MJ, Pathological Gambling in Parkinson`s Disease, BMJ, 334 (7598): 810-811, 2007.
    Parkonson`s Drugs Linked to Sex and Gambling Addictions, available at: www.livescience.com/48361-dopamine-drugs-hypersexuality-gambling-addictions.html, (21.1.2016).
  • Bodi N., Keri S., Nagy H., Reward- Learning and the Novelty-Seeking Personality: A Between and Within-Subjects Study on the Effects of Dopamine Agonists on Young Parkinson Patients, Brain, 132(9): 2385-2395,2009.